توسيع غريفيث لـ”الشرعية”.. بحث عن الحل أم توسيع قاعدة الصراع؟ – تقرير

اخترنا لك

أخيرا، قرر المبعوث الأممي إلى اليمن طرق ابواب قيادات جديدة في “الشرعية” بحثا عن نجاح يذكر في مسيرته،  وإن كانت هذه القيادات  اقل منصب وتأثير سياسي، فهل يرتب لإيجاد حامل جديد لـ”الشرعية” أم يسعى لتوسيع قاعدة اطراف الحرب بتفكيكها؟

خاص- الخبر اليمني:

في مأرب، التقى مارتن غريفيث، السبت، بالمحافظ سلطان العرادة، من بين كافة مسؤولي “الشرعية” المتواجدين هنا وعلى رأسهم نائب هادي، علي محسن، ووزراء وصلوا سابقا إلى المحافظة التي تتعرض لضغط عسكري كبير مع تقدم  قوات صنعاء.

لم يفصح  غريفيث عن مضامين الزيارة حتى لمن حضروا اللقاء مع العرادة.. فلا أحد في هؤلاء الحاضرين – كما يقول وزير الدولة في حكومة هادي عبدالغني حفظ الله جميل- يجيد الانجليزية التي اختار غريفيث التخاطب بها مع العرادة وبدون مترجم.

انتهى اللقاء بتوافق بين غريفيث والعرادة ، كشفه المبعوث الأممي في مؤتمره الصحفي وإن بدا العرادة في المؤتمر محافظا  على جزء من  رباط جاشه  بالتشديد على رفض مساعي السلام وفقا لما اعتبرها “شروط الحوثيين”.

وبغض النظر عن ما يحمله غريفيث من مبادرة لم تعد خفية على أحد، وبدأت ملامحها تتشكل مع زيارة  المبعوث الاممي إلى صنعاء بالتزامن مع بدء قواتها عمليات “البنيان المرصوص” تلك التي توجت بالسيطرة على نهم وتحرير الجوف وصولا إلى اسقاط أجزاء واسعة  من مأرب، فهذه المبادرة التي يسوقها وزير الخارجية البريطاني تهدف كما يقول غريفيث ذاته لتجميد العمليات العسكرية وبمعنى اكثر وضوحا انقاذ  ما تبقى للشرعية من “عرق نابض”، ثمة توجه أممي جديد لتقسيم “الشرعية” على أطراف غير قياداتها في الهرم التي تسكن فنادق الرياض وتنتظر بفارغ الصبر اعادتها إلى صنعاء.

هذا التوجه بدأه المبعوث الأممي مؤخرا بعقد اجتماع في الأردن ضم ممثلين عن الاحزاب السياسية ومكونات جنوبية وشمالية بعيدا عن حكومة هادي، ليواصل غريفيث مساره بزيارته  الأخيرة للرياض حيث  تجاهل هادي واكتفى بلقاء مع رئيس حكومته، ومثله في مأرب حيث تجاهل علي محسن.

ربما هذه التوجه تدعمه السعودية نظرا للأنباء التي تحدثت نهاية الاسبوع الماضي عن فرضها اقامة جبرية على قيادات عسكرية وسياسية واعتقال اخرين كانوا يهمون بالمغادرة على راسهم رئيس الاصلاح، محمد اليدومي، إضافة إلى تصاعد الدعوات داخل “الشرعية ” نفسها للمطالبة بحامل جديد، وابتهاج  جناح المؤتمر الموالي للإمارات بقرب تحقيق ذلك، لكن هل قد يحقق انتصار لغريفيث في مساعيه المتعثرة منذ تعينه مبعوث خاص في العام 2018؟

ربما ينظر غريفيث ومن وراءه دول كبرى، لهادي ونائبه، كمعضلة أمام الحل السياسي، وفقا لتصريحاته المتتالية، وهو بذلك صائب لأن هذه القيادات وكما يقول أمين عام الحزب الناصري- الذي يشكل جزء من الشرعية- تجار حروب وتواقين لبقاء الحرب اطول مدة لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، اضف إلى ذلك رفض هذه القيادات اية دعوات للانخراط في عملية سياسية شاملة، لكن هل ذلك كافي لتحقيق سلام؟

فعليا، وحده المبعوث الأممي من سيحقق انجازات تضاف إلى سيرته الذاتية، أما بالنسبة لليمنين فهذا لن يزيد الوضع الا تعقيدا والشواهد  كثيرة ولا تتوقف عند اتفاق السويد الذي مر على توقيعها اكثر من عامين ولا عند اتفاق الرياض،واضافة إلى رفض صنعاء وعلى لسان رئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام ما تعتبره “تجزئة للحل وتعميق للازمة”، فجميع المؤشرات  تؤكد بان اليمن التي يطمح التحالف لتقسيمها إلى دويلات في طريقها لمزيد من الاقتتال وبين اكثر من طرف حتى  داخل “الشرعية” نفسها نظرا لتصعيد بعض قواها ضد الاصلاح في تعز والترتيبات في شبوة وحضرموت، وهذا كان هدف التحالف منذ اللحظة الاولى في ايجاد بذرة للاقتتال تحت أي مسمى كان.

 

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة