هل تنقذ القاعدة التحالف في مأرب؟- تقرير

اخترنا لك

بالتزامن مع اقتراب قوات صنعاء من مركز مدينة مأرب، شرقي اليمن، دفع تحالف الحرب  بأكثر الجماعات تطرفا  للقتال، فهل هي حاجة المضطر، أم تعكس انهيار قواته؟ وما مدى قدرة هذه الجماعات في الصمود وقد فشلت اكثر القوى ايدلوجية وتنظيما وقوى؟

خاص-الخبر اليمني:

بتحريرها معسكر اللبنات في الجوف، تكون قوات صنعاء قد اسقطت خط الدفاع الأول عن مدينة مأرب، ووسعت جبهاتها في محيط المدينة وهو ما سيسهل دخول المدينة دون قتال كبير، وربما كما يتوقع مراقبون، قد يتم ذلك في غضون ايام.

هذا التقدم الجديد ما كان سيتم لولا  الانهيار الحاصل في قوات هادي والفصائل الموالية للتحالف، ابرزها الاصلاح الذي عقد قادته الميدانيين اجتماع في المدينة وأقر سحب قواتهم إلى سيئون وشبوة والمهرة، فمأرب التي كانت ذات يوما مصدر ثراء قياداتهم  لم تعد ذات اهمية اليوم في ظل التقدم المتسارع  لقوات صنعاء  والضغوط الداخلية والخارجية على الحزب لتسليم المدينة، وكل همه الآن إن قلب المحافظة على راسه وراس أعدائه في “الشرعية”.

يدرك الاصلاح بأن سقوط نهم  والجوف كان ضربة قاسية له، ومسألة  دخول صنعاء إلى مأرب بعد هذا السقوط تظل بالنسبة له مجرد وقت وهو الذي خاض معارك لأكثر من 5 سنوات  من أجل الحفاظ على حامية في نهم  لكنها وقد  سقطت بغضون 5 ايام فاستعادتها يبدو صعبا.

انتهت مهمة الإصلاح في مأرب بعد 5 سنوات من استنزاف ثرواته لجيوب قاداته وأبرزهم علي محسن الذي تتحدث الأنباء عن استعداده لتدشين برج سكني وسط مكة شيده بأكثر من 350 مليون ريال سعودي، سيكون بمثابة معاشه التقاعدي،  لكن  تركيز الحزب الآن على شبوة وحضرموت النفطيتين، إضافة إلى عدن حيث يطمح لرد الضربة للإمارات في معقل اتباعها بإسقاط المدينة من الانتقالي.

لم يعد التحالف ينظر لمأرب كمنطلق لاقتحام صنعاء كما كانت قياداته تروج لذلك، فالوضع اصبح صعبا.. لا قوات هنا حتى قوات هادي التي كان يدفع مرتبات 400 ألف من عناصرها ذابت كفص ملح، ووجد وزير دفاع هادي نفسه وحيدا يطوف بين مناطق القبائل يستنجد بهم تارة ويهاجمهم في اخرى ويدعو للإسناد الشعبي في ثالثة.

تساقطت  اوراق التحالف في هذه المحافظة، التي اضطرت  قبائلها للانسحاب من الجبهات مع انطلاق شرارة النصر لصنعاء  ونكث التحالف بوعوده،  وكل أهدافه الان تأخير  زخم سقوط المدينة في ظل الانكسار،  وقد جند لهذه المهمة  كل أوراقه العسكرية والسياسية.

على الصعيد العسكري يواصل التحالف الدفع بجماعات ارهابية إلى مأرب وقد نقل خلال الايام المقبلة فصائل القاعدة والجماعات السلفية في البيضاء وتعز خصوصا تلك الموالية للإمارات، بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية على المحافظات الواقعة في نطاق سيطرة قوات صنعاء وهي معظم المحافظات اليمنية.. أما سياسيا ، فتحاول السعودية  استدرار الضغط الدولي على صنعاء لوقف تقدمها بحجة وقف التصعيد وقد تداعي خلال الساعات الماضية المبعوث الأممي ووزير الخارجية البريطاني للتنديد بالهجوم على السعودية..

تدرك السعودية أن سقوط مأرب وفقا  لوتيرة التقدم لصنعاء الأخيرة   قد يبدو اسهل من قضم قطعة كيك، لكنها تحاول عرقلة الزخم  فقط حتى يتسنى لها  إبرام أي اتفاق ولو بتنفيذ شروط صنعاء، وكل همها الآن حفظ ماء الوجه والتأكد من أن قوات صنعاء لن تدفع نحو فتح جبهات حدودية جديدة في مأرب والجوف من شأنها إسقاط المزيد من المدن السعودية ونقل المعركة إلى مناطق في العمق السعودي، لكن حتى هذا الأخير في ظل تصعيده يبدو  مستحيلا، فقرار  تحرير مأرب صدر بدون تأخير وحتى القاعدة نفسها لن تصمد وقد انهارت من قبلها منظومة الإصلاح ..

 

أحدث العناوين

Washington replaces the USS Eisenhower aircraft carrier with a base in Saudi Arabia

The USS Dwight D. Eisenhower aircraft carrier has departed the Red Sea region after six months of its deployment...

مقالات ذات صلة