ندرك تمامًا أن حماية عدن من عنجهية الانتقالي وتربص الشرعية و جائحة كورونا؛ واجب وطني عظيم، فجميعهم فيروسات قاتلة تسلب الحياة من الأجسام والأرض..
ندرك تمامًا أن أهل المناصب وزباءنتهم من الفاسدين أشد خطراً من الأعداء، فهم يسرقون قوت الفقير...
أكره التنظيمات الإرهابية التي تهيمن على مدينة عدن وتسيطر على المرافق والمؤسسات الحكومية وتنشر الخوف والرعب بين المواطنين، تكمم الأفواه وتمزق المجتمع وتجعل الأسرة الواحدة مفككة إلى أجزاء متناثرة يتناحرون فيما بينهم..
عندما تغيب الدولة عن الساحة تجد المدن كاسفة...
الأخبار المتضاربة سرطان يفتك بالعقول ويزج بالمجتمع في جحيم الشقاء والبؤس والتفرقة.
لم أعد قادراً على الإصغاء ومشاهدة القنوات الإخبارية التي تأجج الأحداث وتلون الحقائق وتزيف المعلومات، وتمزجها بالكذب والبهتان وتبتهل بها عبر مزامير الشياطين.
في الحقيقة أغلب القنوات التلفزيونية خاوية...
بعث الله الرئيس الحمدي ليخرج هذا الشعب العظيم من التبعية إلى الحرية ومن الاعتماد على المنح الخارجية والمساعدات إلى الاعتماد على النفس القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
كان الشعب يعيش في ظلام حالك بعد أن أنهكته الحروب والثارات والتعصبات المقيتة...
أينما وليت وجهك تجد المتسولين أمامك عن اليمين وعن الشمال قعيد، وفي كل حدبًا وصوب، ففي دور العبادة والمراكز التجارية والأماكن العامة، وفي الكثير من الطرقات والأزقة، بل وحتى في ابواب الجامعات والمستشفيات تجدهم يسألون الناس ويلحون في السؤال ...
لم أبلغ سن الرشد حتى أحتفل بوصولي مرحلة النضج العقلي والفكري، لم أفهم الحياة وممراتها من أجل أن أتحرر من قيودها، انا طفل صغير..! أنهش صدري وأركض خلف حماقتي، أرتجف إذا سمعت صوت الرعد وأرضع من نهود السماء لبناً...
لا تصلي على أحد من أولئك المرجفون الذين يطلقون العنان لكلابهم لمأجورة وجرذانهم يفتكان وينهشان المواطنين العزل، لا أحد منهم يستحق أن يكون رجل وطني وصاحب قضية يسعى الى ترسيخ المواطنة والتعايش والمساواة بين أفرد المجتمع..
والله إنه لشيء مقرف...
يقف هذا الشعب المتحسر على أمره في وحل من المعاناة والصمت يهد الكيان ويحطم القلب بعد أن ضاق الخناق ودمعت العيون بالدمع.
ذنبنا الوحيد أننا نثمل بالأوجاع ونكتوي بالأحزان ونتجرع الآلالم آناء الليل وأطراف النهار، نغرق بين المآسي والحظ السيء،...
أؤمن بأن الطغاة زائلون، وأجزم بأن أولئك الغوغائيين الطائشين المتربصين بمدينة عدن ليس لديهم إنسانية أو دين أو رحمة في قلوبهم أو مثقال ذرة من الأخلاق والقيم والمبادئ..
وأكاد أجزم أن أمجادهم وانجازاتهم التي يدعون بها لأنفسهم وتتناقلها وسائل الإعلام...